نأمل أن ينال هذا الموقع إعجابكم مع إحدى أروع مناطق لبنان التاريخية والتراثية .


كما أنه من دواعي سروري أن أتلقى ملاحظاتكم و تعليقاتكم .


مع أطيب التمنيات ... !!!!

Powered By Blogger

الخميس، ١٤ كانون الثاني ٢٠١٠


قلعة نيحا الشوف فتحت اليها المنافذ فأستعادت تاريخها وتحولت الى مركز سياحي مهم


تقع القلعة في اعالي بلدة نيحا الشوفية وتعلو 1200 مترا عن سطح البحر وتربض على قمة شاهقة تتطل على مرج بسري او (مرج العواميد) حيت يمر نهر الاولي متدفقا من نبع الباروك بطريقه الى البحر عبر منطقة الشوف·
وبحكم موقع القلعة الاستراتيجي تسيطر على الطريق الممتد بين صيدا والبقاع والشوف·
والقلعة تعرف باسم (شقيف تيرون) وهي صخرة طبيعية ساهمت في نحتها تنايا الالتواءات الجيولوجية وتتضمن بعض المنافذ الشبيهة بمداخل المغاور والكهوف التي تستخدم للدخول الى جوفها، حفرتها الطبيعة وادوات الانسان فأصبح داخلها تحفة فنية تتمثل في غرف نحتت في الصخر ومصاطب وسبعة ابار يصل عمق كل منها الى عشرة امتار وقد خصصت لجر المياه اليها من نبع الحلقوم الذي يبعد عن القلعة حوالى الكيلومتر مترا·
كانت القلعة في القرون الماضية تعد حصنا عسكريا مقاوما وملجاء امينا يصعب الوصول اليه·
وقد لعبت دورا مهما في العهد الصليبي وعرفت بإسم قلعة (بوفور) وسقطت في يد صلاح الدين الايوبي الذي حاصرها نحوسنتين ثم استولى عليها الافرنج وحسب المصادر ترافقت بدايات القلعة مع اسم شيخ درزي أو نصيري كان يملكها في التلت الاول من القرن الثاني عشر ميلادي اسمه الضحّاك بن جندل التميمي نسبة إلى أصله في وادي التيم .
ونظراً للأهمية الكبيرة لموقعها، تعرضت القلعة للعديد من الاحتلالات والكرّ والفرّ·· وإعادة السيطرة عليها، كونها شكلت هدفاً دائماً للحكام والجيوش المتعاقبة يُذكر منها: السلاجقة والصليبيين والايوبيين ووالي صيدا سعد الدين بن نزار شهاب الدين بن بحتر التتري الذي احتلها واحرقها· ودخل القلعة المماليك ورمّمها وحصّنها الظاهر بيبرس·
وفي أوائل القرن العشرين كانت تحت سيطرة أمراء الجبل والجيوش العثمانية في العام 1585م لجأ إليها حاكم الشوف آنذاك الأمير قرقماز والد فخر الدين الثاني بعد أن طارده العثمانيون بتهمة السطو على خزينة السلطنة في جون عكار، وتوفي بعد ذلك بقليل بعد انتقاله إلى مغارة قرب جزين·
عرفت هذه القلعة في تاريخ لبنان الحديث بقلعة فخر الدين عندما اتخذ منها الأمير المعني فخر الدين الثاني ملجأ في العام 1633م بصحبة عائلته وبعض المقربين، على أثر هزيمته أمام الجيوش العثمانية في عهد احمد باشا كجك، وبعد حصاره لفترة طويلة وصمود الأمير اكتشف احمد باشا مجاري المياه الجوفية الجارية الى القلعة من نبع الحلقوم القريب
ولوثه بالدماء وكروش البهائم، عندها هرب الأمير واختبأ في مغارة جزين، حيث القي القبض عليه· وتروي إحدى ألأساطير الشعبية انه في خضم هذه الأحداث انتحرت ابنة الأمير فخر الدين مع حصانها بعد ان عصبت عيناه وقفزت من أعالي القلعة، أما الأمير الأسير فاقتيد إلى اسطنبول وأعدم هناك في العام 1635م·
وقلعة نيحا اليوم تحولت من قلعة مهجورة الى معلما سياحيا مهما في الشوف بعد الجهود الذي قامت بها محمية ارز الشوف وبلدية نيحا بالتعاون مع وزارة السياحة بمساعدة ورعاية الزعيم الوطني النائب وليد جنبلاط
حيت بدأ العمل فيها اولا في تأمين ممر للناس في ريف الصخور على كتف الوادي السحيق يربط القلعة بالطريق الترابي الذي فتح خصيصا للزوار والسائحين وهذا الممر استلزم العمل فيه جهدا كبيرا وجبارا ونظرا لخطورة المكان صنعت بعض اجزاء منه من الالواح الخشبية الضخمة المعلقة التي تحمل على جوانبها الحواجز الحديدية حفاظا على سلامة الوافدين الى القلعة·
هكذا فتحت منافذ قلعة نيحا منذ عدة اعوام التي كانت في طي النسيان يحكى عنها ولا احد يتمكن من الوصول اليها·
ولتسهيل رؤية قلعة نيحا التاريخية عن كثب تقوم محمية ارز الشوف بالمحافظة عليها وبتعريف وارشاد السواح والزائرين على معالمها وتاريخها·

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق